الأحد، 29 مارس 2009

*** سنه أولي زواج . (1)


- يعد العام الاول من الزواج هو اخطر واهم الأعوام في حياة الانسان الزوجية علي الاطلاق فهو بمثابة عام القانون الأساسي أو الدستور الذي سوف تسير عليه الحياة بين الزوجين.... وعليه فلتكن اخي المقبل علي الزواج أو الذي مازلت في العام الأول من الزوج واعيا مدركا لكل مادة من مواد هذا الدستور والذي سوف تضعانه ولا تأخذك الرومانسية الحالمة الي التحليق بعيدا عن الواقع فاليوم الاول من الحياة الزوجية له مذاق وطعم مختلف عن اليوم الثاني وكذلك الشهر الأول عن الشهر الثاني والعام الأول عن العام الثاني ...الخ.. والنساء بطبعهن لا يتنازلن مطلقا عما عودتهن عليه فكن حذرا و لا تورط نفسك فيما انت ليس أهلا له وقدم ما تستطيع المداومة عليه حتي تستطيع ان تضمن حياة مستقره الي حد ما .
تقول الحكمة " قليل دائم خير من كثير منقطع " لذا كثيرا ما يكون الاسراف في كل الامور في هذا العام الملحمة فهو يبدأ بعواطف متوهجة سرعان ما تخبو دونما إحلال لبدائل تعوض هذا النقص..فدائما ما تكون الزوجة في أبهي صورها أمام الزوج ويحرص الزوج علي أناقته وعلي التطيب بما تحبه من العطور ومع الايام تحل جلباب المضبخ بروائحها المختلفة محل قميص النوم ويتحول طيب الرجل الي دخان السجاير أو تراب الشارع ...سوف يتعود كلا الزوجين علي هذا ولكن هذه التفاصيل الصغيرة سوف تنخر كالسوس في حياتهم الزوجية....سوف تصحو مبكرا تجهز له طعام الفطار وتعد له ملابسه كي يبدو انيقا وتودعه عند الذهاب الي عمله حتي باب الشقة طابعة علي جبينه قبلة حارة وسوف يعدها بأنه لن يتأخر في العودة الي هذا النعيم وتلك الجنة...ومع الايام سوف يصحو وهي نائمة يبحث عن قميص مكرمش وسط الغسيل كي يلبسه أو يكويه وسوف يكتفي في افطاره بكوب من الشاي مع سيجارة لسد النفس وسوف يرزع الباب وهو ذاهب الي عمله في تزامن مع صوتها من علي السرير تذكره بطلبات البيت و قد يمر علي القهوة قبل العودة من العمل هربا من هذا الروتين اليومي السخيف ...سيظل متوهج الذاكرة لكي لا يمر عيد ميلادها أو عيد زواجهما دونما هدية قيمة أو عزومه خارج المنزل وستكون هي علي نفس المنوال محتفظة بهديتها داخل الدولاب قبل الهنا بسنة....ومع الأحداث سيتذكرا عيد زواجهما بعد شهر أو اكثر صدفة وسوف ينسي كل منهما تاريخ ميلاد الأخر اصلا وقد تضع هي نهاية لكل هذه الاحتفالات والمناسبات الشخصية مع مولودها الأول...سوف يحاول أن يكون اكثر كرما لا يدقق في مصروفاته لانه يعلم ان الرجل البخيل تكره كل النساء ورغم انه ليس بخيلا إلا أنه سوف يتصرف علي غير طبيعته خوفا من هذا الاتهام...ومع الأيام سوف تتعود هي علي هذا العيار الزايد ويصبح هو القاعدة واي معيار اخر هو البخل والشح والتضيق... ويا ويله وسواد ليله إذا ترك لها مصاريف البيت ليريح دماغه من هات وهات ثم فكر يوما ما في ضم الميزانية الي سلطاته إذا لم تحسن التصرف أو طالبت بزيادات غير معقولة ...ستكون حماته هي امه التانية التي لم تلده وستكون حماتها ( نينه الغاليه) ومع الايام ستصبح (نينه الغالية) العقبة الوحيدة في سبيل استقرارنا وسوف يكره هو امه التي ولدته والتي لم تلده ...ستخرج من منزلها في أبهي صورها وكامل شياكتها وربما لايعرفها إذا شاهدها خارج المنزل في هذه القمة من الشياكة وبالقطع سوف يمد بصره خارج المنزل لانه فقد الزوجة الأنيقة بالمنزل...وسيهمل هو في مظهره لأن اناقته سوف تجر عليه الشكوك ..لمن تلبس؟ لمن تتشيك ؟ أو نوع من المحاكاة للزوجة ...سوف ينسي كل قصائد الشعر التي قالها في عينيها و وقوفه بالساعات تحت البلكونة ليحظي بنظرة من المحبوبة ...وسوف تنسي هي رقه النسيم و وشوشة العصافير وسهر الليالي والنظر في وجه القمر .
الوسطية والأعتدال هما دفتا المركب في البحر المتلاطم الامواج فخير الأمور الوسط ولا تكن صلبا فتكسر أو لينا فتثني وما دخل الرفق في شئ إلا وزانه وما دخل التشدد في شئ إلا وشانه.....ولست أدري لم يلح علي ذلك الحديث. فقد روي أبو داود وغيره عن رسول الله قال
" احبب حبيبك هونا ما عسي أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسي أن يكون حبيبك يوما ما " صححه الألباني