الخميس، 12 فبراير 2009

*** تباريح مراهق بعد الخمسين




كثيرا مارحت افتش في ذاكرتي عن حكايات الشباب الاولي اقلب في دفاتري عن خاطرة أو
قصيدة عن ذكري حب... استمع لأغنية تغوص بي نهر الذكريات الجميلة ....اخلو
بنفسي في مكان بعيد اجتر من الذكريات جميلها احلق بها عائدا الي ايام الشباب الجميلة
حيث الخيال المنطلق الذي لا يعترف بحدود أو يقر بإمكانات ...تحيرت في أمري حتي
وجدتني اتسلل خلسة وجميع من في البيت نيام لكي الملم تلك المشاعر في مدونة
سرية...أه تذكرت لقد تخطيت الخمسين وهم يقولون انه بعد الخمسين تبدأ مرحلة مراهقة
متأخرة.... انت مراهق جديد ياقيس ..ولكنك هذه المرة تحمل فوق كتفك مرارت السنين
ولوعات الحنين وتجارب وذكريات تجعلك تفكر الف الف مرة قبل ان تلج في سم
الخياط...اه اه قررت بحث الأمر.
هل هي مراهقة بمعناها الحقيقي الذي عرفناه في الشباب؟ أم انها نزوة ؟
أم احساس بأن قطار العمر مضي وأنك في لحظة ما سوف تحرم من الحياة نفسها لا من
مكون رئيسي من مقوماتها ؟
أم انك في حاجة الي صياغة حياة الزوجية صياغة جديدة بعد أن اصبحت ملبدة بالغيوم
التي لا تمطر؟
وهل يمكن اعادة صياغتها مرة اخري بدون تلك النتوءات التي تعكر صفوها دوما؟
وهل يفهم الطرف الأخر انكما في حاجة لإعادة صياغة؟
وماذا لو فشلت محاولة اعادة الصياغة ؟
احاسيس ومشاعر مختلطة تقف امامها حائرا ما كنت ادري انني سوف امر بتلك التجربة
يوما ما ..ليست هناك حواء اخري في الواقع تجذبني الي تلك التجربة ..ولكنها حواء
اخري تعيش في واقعي ومستقرة في وجداني تجعلني اعيش تلك الغربة ..قد اراجع نفسي
كثيرا بأني مخطئ ولكن قد تدفعني الكبرياء الا أقر بذاك... فإذا قررت بذاك يبدأ تشغيل
الاسطوانة المشروخة والمسجل عليها ما كتبه ملك اليسار في لوحي من سيئات منذ أن
تزوجت...ولكنها الكاملة المكملة التي لا تخطئ ابدا... الصابرة المحتسبة علي هذا
المائل...ضاقت بنا السبل رغم سعتها ...قررنا ان نعيش غرباء وللأسف في
الغربة انعم بالهدوء ولكني افتقد الحب...في الغربة عرفت الطريق الي خارج البيت فبعد
ان كان البيت ملاذي وسكني صار سجني واعتقالي...وفي الغربة انجز الكثير من الأعمال
الحياتية والخاصة ولكني اخشي التصحر الذي يزحف علي حياتي ...احيانا انظر الي الأبناء
علي انهم انتهازيون فلم تصدر من احدهم محاولة لتلطيف الاجواء لنزع فتيل
الاشتعال..ربما لانهم في مثل هذه الأجواء ينعمون بالاغداق من الطرفين..لا تلوموني فقد
قررت ان اجعل من مدونتي كرسي اعتراف خاص بي لا يحول بيني وبين صرخاتي سوي
سقوطها حروفا علي هذه الصفحات .
ربما يتخيل البعض أني ابحث عن حل ...لا ولا ..انا ابحث عنكم انتم قراء المدونة كي
تؤنسوا وحشة غربتي ..كي اصرخ فتتركوني اصرخ دون قهر أو نهر ...كي نبحث تلك
الظاهرة التي زحفت علي الكثير ولكن البيوت اسرار ولا احد منا يحاول فك رموز هذه
الاسرار...ربما لإننا شرقيون نخشي البوح بما نعاني خصوصا مشاكلنا العاطفية وفي
مثل هذا السن كمان واكبر دليل علي هذا مدونتي هذه.
هذه دعوة لمناقشة تلك الظاهرة ربما نطرح الحلول ولكن ارجوا ان تكون المناقشة من
منطلق الحيادية فلا يتعصب كل جنس لجنسه ونتعامل مع القضية من منطلق ان كل
انسان معرض لأن يمر بتلك المشكلة يوما ما.
وربما تقرأ زوجتي هذه المدونة عن طريق الصدفة .