الأحد، 21 مارس 2010

*** رساله حب إلي ست الحبايب في زمن عز فيه الحب

كل عام انت بخير يا ست الحبايب
كل عام انت بخير في مثواك ومثوانا الأخير...ادعو لك في كل صلاة بل في كل سجده أن يسكنك الله فسيح جناته وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنه وأن يغفر لك وللمؤمنين أجمعين .
سنوات طوال مرت علي رحيلك حرمت فيها من حصنك الدافئ حتي بعدما صرت رجلا كنت أحن دائما الي أن أنام إلي جوارك وكنت تعرفين ماذا اريد فتطوقيني بذراعيك لأنام كالعصفور بين يديك كلما أهمتني مشاكل الحياة ... كان حضنك هو البلسم الشافي ...ظل ظليل في ارض هجير ...بسمة ضياء في ليلية ظلماء ...نهر أغسل فيه احزاني وألقي فيه بهمومي....لم أعرف من النساء سواك وزوجتي ولكن شتان ما بين الإثنين...نعم هي سنة الحياة وناموسها لكنك يا امي كنت تقرائين ما يدور بخلدي دون تصريح مني كنت تعرفين ما يقر عيني وعلي أي شئ أحب أن يقع نظري ...أين يرتاح فؤادي ...ماذا أحب ...ماذا اكره...كانت حياتك مسخرة للأسرة كلها كانت تضحياتك فوق العاده ...كنت تحترمين أبي وتوقرينه كما كنت تحبين ابيك وتوقرينه ومع ذلك كنت تعتبرينه واحد من أبنائك تطمئني عليه بالفراش كما تطمئني علي كل واحد منا وانت ساهرة علي اعمال المنزل...ما رددت علي ثورته وغضبه يوما ما...ما عارضتيه في أي شئ حتي لو كان خطأ كانت عبارتك الحاسمة والمعهودة لإنهاء أي خلاف "انت راجل البيت واللي شايفه صح اعمله"...بعد قليل كان يهدأ أبي ويعود اليك كواحد منا قائلا"علي فكره رأيك هو اللي صح ياأم قيس" ...لم أجدك يوما ما تطالبينه بما يفوق قدراته الماليه كنت تهدئين من ثورتنا عندما يعجزعن تلبية جميع مطالبنا دون وعي منا بذلك .
ااااه يا أمي كم هي صعيبة الحياة ومريره في أيامنا هذه برغم ما منحي الله من فضله لكني أبحت عنك بين جنابات المنزل كي أجدك تؤنسي وحدتي...
أه لو تهمسين في أذن زوجتي كي تعاملني كواحد من الأبناء...
اااه لوتخبريها كيف نشأت أنا وإخوتي في غرفة واحده بخلاف غرفتك انت وأبي ...كيف أكلنا... كيف نمنا... كيف تعلمنا في مدارس حكوميه... كيف تفوقنا وصار منا الطبيب والمهندس واستاذة الجامعه...كيف لبس صغيرنا ما ضاق من ملابس كبيرنا...كيف كنا نذهب إلي المدارس آلاف الأمتار سيرا علي الأقدام حتي والدي كان لا يمتلك دراجه يذهب هبا إلي عمله في احدي القري التابعه للمدينة التي نعيش فيها ... كيف كنا نقبل يدك ويد والدي قبل الخروج ...
أروي لها كيف كنا نجتمع كل خميس حول المنقد(الدفايه البلدي) في الشتاء وفوق السطوح (التكيف الطبيعي) في ليالي الصيف في جلسات سمر كلها الحب والود نشاهد من خلالها التلفازالأبيض والأسود الذي كان ينهي إرساله قبل الثانية عشر لننام مبكرا حتي نصلي فجر الجمعة في جماعة ...اروي لها كيف كنت تقضين يوم الجمعة نهاره في الغسيل بين الطست وحلة الغليه ومسائه تكوين الملابس بمكواة اليد الحديديه...انقلي لها بحديثك العذب كيف كانت اللقمة هنية ...كيف كان طبق الفول يفوق طاجن اللحمه ...كيف كان الشاي هو فاكهتنا بعد الأكل...كيف كنا سعداء بلا أرضي أو محمول أو ستالايت والوان عادي وفلات ...
اروي لها كيف كنتم تزوجون الأبناء ...كم كان المهر ...كم كانت الشبكه... كم عدد غرفات الأثاث ...كم كان عدد الأجهزة بالمطبخ...في اي نادي تقيمون الأفراح ...في أي مصيف تقضون شهر العسل......الخ

لقد شققنا علي انفسنا فشق الله علينا يا اماه ..
اماه لقد اتعبتني الحياه أريد أن أغفوا في حضنك دقائق بل ساعات طوال ولكنه المستحيل فهذا الزمن ليس زمنك وهذه الدار ليس دارك.
عيد سعيد ياأماه وارجوا من الله ان يجمعني بك في مستقر رحمته.
*********************************************
انتظرونا في رسالة جديده من رسائل القراء
يسعدنا ان نستقيل رسائلكم علي هذا الميل
kais.elmalawh@gmail.com